سلام حبايبى
فيلليني.. مازال ساحرا رغم رحيله كتبت : ماجدة حليم
فيللينى
هو.. عبقري بكل المقاييس.. والعبقرية عنده خليط من الشجاعة والمواجهةوالتهريج احيانا, فتجد نفسك وانت تشاهد افلامه وكأنه ساحر خلع قبعته ومازال يخرج منها اشياء مدهشة.. انه المخرج الايطالي فريدريكو فيلليني.
رغم اختفائه عن الحياة الدنيا.. إلا أن افلامه وتلاميذه ومعجبيه وايطاليا كلها لا تتواني عن الافتخار به.. فهو مازال مايسترو السينما الايطالية رغم مضي خمسة عشر عاما علي رحيله في31 أكتوبر عام1993.. ومازالت روما تكرمه, وهذا العام اقام اصدقاؤه معرضا ضخما يضم مئات الرسوم التي رسمها بنفسه والصور والمجسمات التي كان يستخدمها في تصوير افلامة.
وكان من تقاليد مخرجي أوروبا رسم مشاهد الفيلم قبل البدء في تصويره.. تزامل فيلليني مع برجمان وكوبريك وبونويل وجودار وفيسكونتي وتروفو وهتشكوك.. وتنافسوا علي اعطاء الفن السابع شهادة التفوق بين الفنون الاخري, وتحويله من مجرد فن ترفيهي جذاب الي فن حقيقي يعبر عن هموم الناس واحاسيس المبدعين, ويغير من علاقة البشر مع الوجود والحياة والفن والعواطف.
وفي فيلمه بروفة أوركسترا قدم فيلليني رؤيته للفوضي الاخلاقية والاجتماعية والسياسية التي كانت في هذا الوقت في أوروبا.. ولكنك عندما تشاهده بعد عشرات السنين تكتشف أن فيلليني يتحدث عما يحدث في العالم كله اليوم.
كان سينمائيا حقيقيا.. ساحرا وساخرا من طراز رفيع.. سخر من الجميع ومن كل شئ.. من المجتمع.. ومن الآخرين.. من المفاسد.. وسخر من نفسه أولا وأخيرا, وقد استحق لقب عاشق روما التي لم يغادرها إلا للضرورة القصوي.. وعاشق للغة الايطالية التي رفض رفضا باتا أن يقدم افلامه بلغة أخري غيرها.. أول افلامه لاسترادا عام1954.. وحتي فيلمه الأخير صوت القمر قدم فيلليني افلاما قلبت الموازين الفنية والنقدية مثل روما مدينة مفتوحة ـ أني اتذكر ـ الحياة اللذيذة ـ ثمانيةونصف8.5 ـ الاوغاد ـ الطريق ـ جولييت والأرواح ـ ليالي كابريا ـ بروفة أوركسترا ـ كازانوفا ـ مدينة النساء ـ جينجر وفريد ـ ماسينا ـ أماركورد.. حتي وصلت افلامه إلي32 فيلما.
وكان المحور الرئيسي في افلامه هو الحب.. فقدانه والشوق إليه.
وحصل فيلليني علي خمس جوائز أوسكار.. وقدم للسينما انوك ايميه وانيتا اكبرج وكلوديا كاردينالي وصوفيا لورين.. وجينا لولوبريجيدا.
وكانت نظراته العميقة بعينيه اللامعتين لاتقل عن كونها وعيدا لمنافسيه ومبغضيه بانه سيحطمهم قريبا.. ولمحبيه وعشاقه بانه سوف يبهرهم كما عودهم.. ولهذا كان يردد أن المخرج يشبه المهرج إلي حد كبير.. وها قد رحل.. ولكنه ترك لعشاق السينما فنا لايمكن المزايدة عليه.. فقد أتقن كل شيء.. وقدم لناسحرا يجعلك تفكر كلما رأيت فيلما من افلامه.. وأخيرا ترك اسمه لامعا مضيئا للتاريخ.
والى اللقاء