سلام حبايبى
غاندي.. ماأحوجنا إلي كلماتك!كتبت : ليـلي الـراعي
غاندي.. هذاالمعلم العظيم.. وهذا الفيلسوف العميق والبسيط.. الذي بث عبر كلماته ورؤاه النبيلة المتحضرة فلسفة التسامح والحب والتمسك بالجذور ونبذ العنف, إذ كان أول انسان في تاريخ البشرية يحاول الخروج بمبدأ نبذ العنف من المستوي الشخصي إلي المستويين الاجتماعي والسياسي, وكان دخوله معترك السياسة محاولة من جانبه لاختبار هذا المبدأ واثبات صحته..
أصر غاندي في نضاله من أجل استقلال الهند علي ضرورة التمسك بالأساليب المتحضرة من نبذ العنف والمعاناة, ولم تكن دعوته لتحرير الهند قائمة علي كراهية بريطانيا( لأننا ننبذ الخطيئة لا المخطئ..)
وقد بلغ إيمانه بمبدأ نبذ العنف حتي ونحن نعيش في عصر التسلح النووي أن قال لم أحرك ساكنا عندما سمعت نبأ إلقاء القنبلة الذرية علي هيروشيما فمحتها من الوجود.. علي النقيض حدثت نفسي قائلا لو لم يتمسك العالم الآن بمبدأ نبذ العنف فان ذلك سيكون إيذانا بانتحار البشرية..
فهم غاندي الديمقراطية الحقة كما ينبغي ان تكون فهي علي حد كلماته أن يحصل الفقراء في ظلها علي الفرصة ذاتها المتاحة لأشد الناس نفوذا وقوة ولن يتحقق ذلك إلا بنبذ العنف.
هكذا كان يفكر هذا الفيلسوف العظيم وهو يواجه عصر الانكسار والانحطاط والفظاظة الأخلاقية.. زمن انهيار( الثوابت القديمة) وتداعي القيم الانسانية وتراجع جذوة الابداع وسيادة منطق العنف والارهاب..
هاهو يشهر سلاح التسامح والحق والحب ونبذ العنف ويقف في صف المبادئ الانسانية النبيلة وأسلوب الحياة المتحضر.. فهل يجدي حقا سلاح السلام هذا في زمننا الصعب: زمن العنف والبطش والإرهاب؟!
سؤال تردد بقوة في وجداني وأنا أتابع بشغف سطور كتاب( غاندي.. اعترافات.. تأملات.. رؤي, ترجمة د. هبة محمود عارف عن اصدارات سطور الجديدة).,. وأيا كانت الاجابة فنحن في الحقيقة في أمس الحاجة الي هذه المعاني السامية وتلك المبادئ النبيلة حتي لو لم تأت بثمارها كلها.. فنحن بحاجة إلي أن نرددها ونحاول أن نعمل بها فنرفعها شعارا في حياتنا وفي خضم مجتمعاتنا التي تسودها الغربة وتغمرها السوقية وتنهشها القيم الاستهلاكية..
غاندي.. ماأحوجنا الي كلماتك النبيلة!