،، جسـد...! ،،

موضوع: ،، جسـد...! ،، الجمعة يناير 25, 2013 9:59 am

،، جسد...! ،،

أنغام حزينة تجذبنى فى أعماقها .. لا أدرى من أين تأتى .. تبدو أنها منبعثة من داخلى .. من أعماق.أعماقى..
تعانق عيناى رغماً عنها ، فتذرفها ما بها من دموع عنوة...

ـ بركة من الحزن تكاد تقتلنى .. بل قتلتنى مرارا قبل ذلك..
هذا ما كان يحدث ثمة الماضى .. ولكن التو ، لا يستطيع الحزن قتلى .. ليس لأننى أصبحت قوياً ، بعدما كنت ضعيفاً ، لا . مطلقاً ، بل لأننى أصبحت الحزن نفسه .. أنا والحزن فى جسد واحد . إن كان للحزن جسد...!
ـ حينما يمتلكنى الحزن ، أبتسم من خلاله ببساطة..
إلا أننى لا أشعر بتك الإبتسامة الخاوية...
الحزن لا أشعر به ، والفرح لا أعرفه .. قد نسينى أو نسيته لا أدرى ، ولكن الذى أعرفه وواثقاُ منه ، أننى فارقته منذ زمن ، ولا أدرى أين قابعاً كى أرحل إليه...
~ ~ ~
" أيمن . أيمن " أخذت أمى تهزنى بقوة ، وأنا فوق فراشى :
" أيمن . أجبنى يا بنى ..." و تسابق صراخها..
فاتسعت إبتسامتى وأنا منتصباً أمامها..
منتصباً أمامها ؟!
بلى.. منتصباً أمامها...
ـ هنا فقط أيقنت لماذا لم أشعر بإبتسامتى !.. أيقنت أيضاً أننى فارقت الحياة نفسها !.. وأصبحت "خيال" يظهر أمامى دائما .. "خيال" مُنتحل شخصيتى...
" هههههههههه " حينذاك ضحك خيالى بقوة ، وتلك الضحكة هى الأخرى لم أشعر بها ، وليس فى ذلك عجب ، أو شئ من المُبالغة ، بل أنه شئ منطقى للغاية..
فجسد الميت لا يشعر بشئ البتة..
وأنا الأن ، ذلك الجسد..
جسد ذاك الميت..
جسد.. ولكن بلا روح !...
~ ~ ~
" أميييييي!... " هرولت دالقا من مخدعى ، ثم توقف فجأة ، وأنفاسى تهرع أمامى ، فألتفتت والدتى على الفور وهى جالسه قبيل مائدة ضغيرة فوقها بعض الخضراوات والبقوليات ، فلوحت بسكين فى يدها :
" ما الخطاب يا بنى .. لماذا تهرع هكذا ..؟! "
إبتلعت لعابى ثم قلت بصعوبة وأنا أبتلعه ثانياً :
" ألم توقظينى الليلة يا أمى ؟ "
إبتسمت مشيرة لساعة الحائط :
" الساعة مازلت الرابعة صباحاً ، لم يأذن الفجر كى أوقظك .. يبدو أنه حلم .. "
" حلم ..! " تمتمت فى نفسى من خلال تلك الإبتسامة الخاوية ، ثم طردت ما فى صدرى عبر تنهيدة بالغة القوة :
" أدخل أستريح يا بنى ، وحينما يحين الفجر سأوقظك ، والفطور أمامى كما ترى أعده لك يا حبيبى "
أبتسمت لها ، ثم عدت إلى مخدعى ، وأغلقت الباب خلفى ببطء ، وأبتسمت مجددا :
" هذا يعنى الأمل.." ثم إسترخيت فوق طرف الفراش ، مرددا :
" هذا يعنى الأمل.. " وأبتسمت مرة أخرى ، ثم إنتصبت ، ودورت فى مخدعى ، مرددا :
" إن لم أمت فهذا يعنى الأمل .. يولد الإنسان برئ . ملئ بالأمل ، وبمرور الزمن .. تداهمه الأزمات القاسية ، وتصيبه كالأمراض القاتلة .. فيسقط ، قائلا : حانت لحظة النهاية "
توقفت عن السير والحديث معا، وعدت لأجلس فوق طرف الفراش ، و أسترسلت بصوت خافت أسمعه :
" أناس كُثر فى هذا العالم ، يموتون .. أناس كُثر يصبحون ذاك الجسد ، لأنهم لا يملكون الأمل.. فإن وجد الأمل ، فُتحت أعسر الأقفال ، حتى و إن كان أكبر قفل فى تلك الدنيا ، ألا وهو الحياة.. "
وقفت وتوجهت نحو الباب ، كى أتوضأ ، فستوقفتنى أمى :
" لماذا لم تنم يا أيمن ؟ "
إبتسمت هذه المرة وأنا أشعر بإبتسامتى ، ثم قلت :
" كى أشطب اليأس من قاموس حياتى "
" ها ؟! " ضاقت عينى أمى فى تسائل ، ثم هزت رأسها برفق :
" ماذا أصابك يا بنى .. ماذا تقول ..؟! "
هنا عدت لأبتسم مرة أخرى وأنا أشعر .. أشعر بصدق أننى نحو الطريق الصواب الذى أنا بصدده الأن...
إنها حقا هى البداية..
البداية الحقيقية لطريق الأمل .

" تمت بحمد الله "
بقـلم : خـالـد الشـاعر

موضوع: رد: ،، جسـد...! ،، السبت يناير 26, 2013 5:41 am

ايه الجمال والاسلوب الرائع فى وصف المشاعر ده

انت حالة انسانية معبرة وواقعية جميلة

شكرا خالد كثيرا وبارك الله فيك

،، جسـد...! ،، 423636

موضوع: رد: ،، جسـد...! ،، السبت يناير 26, 2013 10:20 pm

ربنا مايحرمنيش من ردودك المشجعة و أنا مش ناسى إنك حركتينى عشان أكتب من تانى بعد ما كنت متوقف أكتر من 3 سنين ، يعنى مش بكتب بستمرار لقلة وقتى بس برضة بكتب من وقت لتانى وعشان كده أى حاجة بكتبها بنزلها هنا فى الموقع تقديرا ليكى
أنا سعيد بيكِ جدا
تحياتى وتقديرى لكِ
shokr 1